يُعد السكري من الأمراض المزمنة الشائعة في جميع أنحاء العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والثقافات. يتطلب إدارة السكري اهتمامًا وعناية مستمرة للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق المطلوب
وتقليل خطر حدوث المضاعفات المرتبطة بهذا المرض الخطير. تلعب الرعاية الذاتية دورًا حاسمًا في تحقيق ذلك، إذ تشمل تغييرات في نمط الحياة وتعزيز الوعي بالمرض والتعليم الذاتي ومراقبة السكر وتنظيم النظام الغذائي وممارسة النشاط البدني. سنستكشف في هذا المقال كيفية إدارة مستويات السكر وتقليل المضاعفات من خلال الرعاية الذاتية في حالة السكري.

 

فهم السكري:

• تعريف السكري وأنواعه:
يتميز السكري بارتفاع مستوى السكر في الدم بسبب اضطراب في إفراز الأنسولين (هرمون) أو حالة مقاومة الأنسولين. يوجد نوعان رئيسيان من السكري: النوع الأول والنوع الثاني.

– السكري النوع الأول:

يعرف أيضًا بالسكري التابع للأنسولين يحدث عندما يكون هناك نقص كامل أو شبه كامل في إفراز هرمون الأنسولين من البانكرياس غالبًا ما يتم تشخيصه في سن مبكرة، وعادة ما يكون في الطفولة أو سن المراهقة يتطلب علاجه حقن
الأنسولين للتحكم في مستويات السكر في الدم.

-السكري النوع الثاني:

يعرف أيضًا بالسكري التابع للأنسولين أو السكري الذي لا يعتمد على الأنسولين يحدث عندما يكون هناك نقص في إفراز الأنسولين أو مقاومة لتأثير الأنسولين في الخلايا غالبًا ما يكون مرتبطًا بأنماط الحياة غير الصحية، مثل النظام الغذائي غير
السليم والنشاط البدني القليل يمكن أن يكون تحكمه من خلال تغييرات في النظام الغذائي وممارسة النشاط البدني
وفقدان الوزن وبعض الأدوية.

• آثار ارتفاع مستويات السكر في الدم على الجسم:
ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية
وأمراض الكلى والعين وأمراض الأعصاب.

الرعاية الذاتية في إدارة مستويات السكر:

• التعليم الذاتي والوعي بالمرض:
يعتبر التعلم والتوعية بالسكري خطوة أساسية في الرعاية الذاتية. يجب على المرضى فهم المرض وطرق التحكم
فيه والتعامل معه بشكل فعال. يجب أيضًا التعاون مع الفريق الطبي والمستشارين في الرعاية الصحية للحصول على
المعلومات والدعم اللازمين.

• مراقبة مستويات السكر في الدم:
يجب على المصابين بالسكري مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام باستخدام أجهزة قياس السكر في الدم.
يتعين على المرضى تعلم كيفية استخدام هذه الأجهزة وتفسير النتائج بشكل صحيح.

• التغذية السليمة وتنظيم النظام الغذائي:
يجب على المرضى السكريين تناول وجبات متوازنة ومتنوعة تحتوي على مزيج من الكربوهيدرات والبروتينات
والدهون الصحية. يجب أن يكون هناك توازن في حجم الوجبات والتوقيتات ومراقبة تأثير الطعام على مستويات السكر في الدم.

• ممارسة النشاط البدني:
يساعد ممارسة النشاط البدني المنتظم في خفض مستويات السكر في الدم وتحسين الحساسية للأنسولين.
يجب على المرضى اختيار نوع مناسب من التمارين الرياضية ومراقبة مستويات السكر قبل وبعد التمارين الرياضية.

• تعاطي الدواء والحقن:
يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للسكر والحقن في السيطرة على مستويات السكر في الدم. يجب أن يتعلم
المرضى كيفية تناول الأدوية بشكل صحيح واحتراف تقنيات الحقن.

تقليل المضاعفات:

• المضاعفات الشائعة للسكري:
يمكن أن تتضمن المضاعفات القصيرة المدى للسكري هبوط السكر في الدم (الارتجاف والعرق والدوخة) وارتفاع السكر في الدم (العطش المفرط والتبول المتكرر). أما المضاعفات الطويلة المدى فتشمل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى والعين وأمراض الأعصاب.

• ضبط مستويات السكر في الدم:
يجب أن تكون هناك أهداف محددة لمستويات السكر في الدم للحفاظ على الصحة العامة. يجب على المرضى تحقيق
والحفاظ على هذه المستويات المستهدفة للوقاية من المضاعفات.

• متابعة الفحوصات الطبية الدورية:
يجب على المرضى زيارة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لمراقبة تطور السكري والكشف عن أي مشاكل
صحية محتملة. تشمل هذه الفحوصات فحص مستوى السكر في الدم وفحص ضغط الدم وفحص الكوليسترول وغيرها
من الفحوصات اللازمة.

 

توضح الرعاية الذاتية في إدارة السكري أن الأشخاص المصابين بالمرض قادرون على السيطرة على حالتهم وتحسين جودة حياتهم. من خلال ممارسة الرعاية الذاتية بشكل منتظم والالتزام بالتوجيهات الطبية، يمكن للأفراد تقليل خطر المضاعفات وتحقيق مستويات السكر المستهدفة. عليه، فإن الاستثمار في التعلم والتوعية والاهتمام الذاتي سيساعد في تحسين نوعية الحياة والسيطرة على السكري.

أضف تعليقك على السكري والرعاية الذاتية: إدارة مستويات السكر وتقليل المضاعفات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *